تبدو إحدى المخطوطات القرآنية المزينة بنقوش معقدة وقد كتبت بالحبر الأحمر‚ ولكنها في حقيقة الأمرقد كتبت بمداد من دم تبرع به الرئيس العراقي صدام حسين‚ حيث قام خطاط محترف بكتابة صفحات المصحف الستمائة وخمس بدم الرئيس العراقي خلال السنتين الماضيتين‚ ويبلغ حجمه ثلاثة اثمان غالون‚ واضيفت اليه بعض المواد الكيماوية وكتبت به جميع آيات المصحف‚وقد أودع هذا المصحف في مسجد أم المعارك في بغداد والذي بني تخليدا لذكرى غزوه للكويت عام «1990» قبل هزيمته على يد القوات الأميركية والحليفة
للمسجد ثماني مآذن اربع منها مصممة على شكل اسطوانة المدفع الرشاش الكلاشنكوف «ايه كيه 47» واربع منها على شكل صاروخ سكود.
أما المصحف المكتوب بدم صدام حسين فيحفظ داخل مبنى رخامي مسدس الاضلاع بمئذنته الخاصة به على شكل صاروخ سكود‚ ويحاول صدام حسين بإضفاء الصبغة الاسلامية على نظامه من أجل تشديد قبضته على البلاد‚
علما بأن حزب البعث الحاكم كان حركة علمانية معروفة بشدتها في مكافحة المتشددين الاسلاميين‚ ولكن صدام حسين شن حملة ايمانية هدفها تدعيم نظامه عن طريق خطب ود المسلمين الملتزمين وحيث بدأ كبار المسؤولين في حزب البعث بحفظ القرآن غيبا‚ كما تم نشر التعاليم الدينية في المدارس و اضافة إلى دعم العديد من علماء الدين ماليا‚ ولعل ابرز ملامح هذه الحملة هو انجاز مسجد أم المعارك في «28» ابريل من العام الماضي وهي الذكرى الرابعة والستون لميلاد صدام حسين ومن بين تلك الأشياء المعروضة لوحة تحمل توقيعه بطول «10» اقدام‚وهناك ايضا لوحة رخامية نقش عليها خطابه إلى الأمة في ذكرى انتهاء الحرب مع ايران بعد ثمانية أعوام من القتال عام 1988 جاء فيها: «أيها العراقيون الشجعان ابناء امتنا العربية الخالدة وأيها الرجال البواسل من رجال قواتنا المسلحة هذا هو يوم الأيام»‚ وتعتبر هذه الحرب مأزقا كلف مليون ضحية ولم يجن العراق منها نفعا‚ كما ان هنالك لوحة اخرى كتب عليها بعض من خطابه للأمة اثر بدء الهجوم البري للتحالف عام «1991» وجاء فيها «ربنا افتح كل شيء امام قلوبنا وعيوننا»‚
وبعد ذلك بأربعة ايام تم طرده من الكويت‚ ويمثل المسجد خلطا صارخا بين الاسلام وعبادة شخصية لصدام حسين‚ وكذلك تمجيد النضال العسكري‚ غير ان البعض فسر ذلك بطريقة مختلفة حيث يقول جاسم محمد الجبوري أحد علماء الدين الذين يؤمون صلاة العصر «الرئيس صدام حسين مسلم حق‚ ويرغب في السلام وهو رمز له وإن الله هو الأقوى وببركة من الله سيضحي رجال العراق بارواحهم دفاعا عن رئيسهم أكثر حتى من الجيش»‚
وهنالك مسجد آخر قيد الانشاء على بعد بضعة أميال من مسجد أم المعارك يعد ثاني أكبر مسجد في العالم بعد المسجد الحرام في مكة‚ حيث تبدو هياكل الأقواس بازغة في الجو وسط مجموعة من الرافعات داخل نطاق موقع البناء الضخم‚ وسيكون حجم قبة مسجد صدام الكبير بحجم ملعب كرة قدم‚ وسترتفع من وسط بحيرة صناعية على شكل خارطة العالم العربي‚ وللمسجد أربعة أبراج يقوم كل منها على زاوية من زوايا البحيرة حيث سيقام في كل منها جامعة اسلامية‚ وكان هذا وفقا لتصورات صدام حسين الذي نصب من نفسه رئيسا للمهندسين وأطلق الفكرة عام 1994‚ واليوم وبعد ثماني سنوات يعلو سماء بغداد هيكل غير مكتمل البنيان‚ مكون من دائرة تقوم على ثمانية أقواس ولا يشاهد نشاط كبير داخل موقع البناء‚ فيما تجثم الرافعات متوقفة عن العمل
__________________
والحمد لله انتهى زمانك يا صدام الى غير رجعه لكن بقى كلاب الغرب في بلاد المسلمين واسفاه